بعض الأحداث في حياة بعض انواع الحيوانات ملحمي جدا لدرجة اثارة الحماس فينا لدرجة كبيرة. فحينما تمثل أسماك السردين التي يصل عددها الى الملايين في المحيطات والبحار بشكل جماعي وكأنها شخص واحد تدب فينا الحماس بروح الجماعة وأهمية أن يكون لديك أصدقاء وعائلة ومجتمع .فهي تسير وتسافر لمسافة كبيرة من الأميال ككتلة عضوية واحدة مرئية من الفضاء، ولكن حياتها دوما محفوفة بالمخاطر كونها مصدر غذاء لأكبر الوحوش البحرية المفترسة... الأسماك الكبيرة. وتبدأ رحلتها من بعيد كأن يكون من المياة الباردة من رأس أقصى جنوب أفريقيا حيث يتجمع السردين بالآلاف والملايين أحيانا لتسافر حوالي (1000) كيلومتر فوق الساحل الشرقي من أكبر قارة في العالم. والخطر يكمن في عرض البحر.
تبدأ عملية صيد السردين من قبل الدلافين التي تلاحق فريستها – التي تعتقد بأن تجمعها سيحول دون التهامها وأن ذلك يشكل مصدر حماية لها- الا أن الدلافين لا تأبه للملايين الصغيرة وتأكل ما شاء لها دون خوف او تردد. وعادة ما تملك أسماك السردين أمنية الموت الجماعي بغريزتها السلوكية. فهي تصد الأعداء بداية لكنها تعرف بأنه لا بد من التضحية ببضعة الآلاف منها حتى تستمر الأخريات في مسيرتها وعادة ما تقودها الدلافين الذكية الى أعماق المياه الضحلة حيث تتضاعف المخاطر هنا في هذه المناطق. ويصادف أحيانا وجود الطيور فوق سطح المياة وتراقب عن كثب موت السردين فتكون الفرصة سانحة بذلك لها للإقتناص فتهبط غطسا وتتناول فريستها.