[size=24]
إعشاب في الطب
النبوي
في ذكر شئ من
الأدوية والأغذية المفردة التي جاءت على لسانه r مرتبة على حروف المعجم
الهمزة
إثمد :هو حجر
الكحل الأسود ، يؤتى به من أصبهان ، وهو أفضله ويؤتى به من جهة المغرب أيضاً ،
وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص ، وداخله أملس ليس فيه شئ من الأوساخ
.ومزاجه بارد يابس ينفع العين ويقويها ، ويشد أعصابها ، ويحفظ صحتها ، ويذهب اللحم
الزائد في القروح ويدملها ، وينقي أوساخها ، ويجلوها ، ويذهب الصداع إذا اكتحل به
مع العسل المائي الرقيق ، وإذا دق وخلط ببعض الشحوم الطرية ، ولطخ على حرق النار ،
لم تعرض فيه خشكريشة ، ونفع من التنفط الحادث بسببه ، وهو أجود أكحال العين لا سيما
للمشايخ ، والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جعل معه شئ من المسك .
--------------------------------------------------------------------------------
أترج :ثبت في
الصحيح : عن النبي r أنه قال : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، طعمها
طيب ، وريحها طيب " .في الأترج منافع كثيرة ، وهو مركب من أربعة أشياء : قشر ، ولحم
، وحمض ، وبزر ، ولكل واحد منها مزاج يخصه ، فقشره حار يابس ، ولحمه حار رطب ،
وحمضه بارد يابس ، وبزره حار يابس .
ومن منافع قشره : أنه إذا جعل في الثياب منع
السوس ، ورائحته تصلح فساد الهواء والوباء ، ويطيب النكهة إذا أمسكه في الفم ،
ويحلل الرياح ، وإذا جعل في الطعام كالأبازير ، أعان على الهضم .
قال صاحب
القانون : وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعي شرباً ، وقشره ضماداً ، وحراقة قشره
طلاء جيد للبرص . انتهى .
وأما لحمه : فملطف لحرارة المعدة ، نافع لأصحاب المرة
الصفراء ، قامع للبخارات الحارة . وقال الغافقي : أكل لحمه ينفع البواسير . انتهى
.وأما حمضه : فقابض كاسر للصفراء ، ومسكن للخفقان الحار ، نافع من اليرقان شرباً
واكتحالاً ، قاطع للقئ الصفراوي ، مشه للطعام ، عاقل للطبيعة ، نافع من الإسهال
الصفراوي ، وعصارة حمضه يسكن غلمة النساء ، وينفع طلاء من الكلف ، ويذهب بالقوباء ،
ويستدل على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع في الثياب قلعه ، وله قوة تلطف ، وتقطع ،
وتبرد ، وتطفئ حرارة الكبد، وتقوي المعدة ، وتمنع حدة المرة الصفراء ، وتزيل الغم
العارض منها ، وتسكن العطش .وأما بزره : فله قوة محللة مجففة . وقال ابن ماسويه :
خاصية حبه النفع من السموم القاتلة إذا شرب منه وزن مثقال مقشراً بماء فاتر وطلاء
مطبوخ 0 وإن دق ووضع على موضع اللسعة ، نفع ، وهو ملين للطبيعة ، مطيب للنكهة ،
وأكثر هذا الفعل موجود في قشره ،
وقال غيره : خاصية حبه النفع من لسعات العقارب
إذا شرب منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر ، وكذلك إذا دق ووضع على موضع اللدغة .
وقال غيره : حبه يصلح للسموم كلها ، وهو نافع من لدغ الهوام كلها .
وذكر أن بعض
الأكاسرة غضب على قوم من الأطباء ، فأمر بحبسهم ، وخيرهم أدماً لا يزيد لهم عليه ،
فاختاروا الأترج ، فقيل لهم : لم اخترتموه على غيره ؟ فقالوا : لأنه في العاجل
ريحان ، ومنظره مفرح ، وقشره طيب الرائحة ، ولحمه فاكهة ، وحمضه أدم ، وحبه ترياق ،
وفيه دهن .وحقيق بشئ هذه منافعه أن يشبه به خلاصة الوجود ، وهو المؤمن الذي يقرأ
القرآن ، وكان بعض السلف يحب النظر إليه لما في منظره من التفريح
--------------------------------------------------------------------------------
أرز :فيه حديثان
باطلان موضوعان على رسول الله r ، أحدهما : أن " لو كان رجلاً ، لكان حليماً "
الثاني : " كل شئ أخرجته الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرز ، فإنه شفاء لا داء فيه "
ذكرناهما تنبيهاً وتحذيراً من نسبتهما إليه r .وبعد فهو حار يابس ، وهو أغذى الحبوب
بعد الحنطة ، وأحمدها خلطاً ، يشد البطن شداً يسيراً ، ويقوي المعدة ، ويدبغها ،
ويمكث فيها . وأطباء الهند تزعم ، أنه أحمد الأغذية وأنفعها إذا طبخ بألبان البقر ،
وله تأثير في خصب البدن ، وزيادة المني ، وكثرة التغذية ، وتصفية اللون .
أرز :
بفتح الهمزة وسكون الراء : وهو الصنوبر ، ذكره النبي r في قوله : " مثل المؤمن مثل
الخامة من الزرع، تفيئها الرياح ، تقيمها مرة ، وتميلها أخرى، ومثل المنافق مثل
الأرزة لا تزال قائمة على أصلها حتى يكون انجعافها مرة واحدة"، وحبه حار رطب ، وفيه
إنضاج وتليين ، وتحليل ، ولذع يذهب بنقعه في الماء ، وهو عسر الهضم ، وفيه تغذية
كثيرة ، وهو جيد للسعال ، ولتنقية رطوبات الرئة ، ويزيد في المني ، ويولد مغصاً ،
وترياقه حب الرمان المر .
--------------------------------------------------------------------------------
إذخر :ثبت في
الصحيح عنه r أنه قال في مكة : " لا يختلى خلاها ، فقال له العباس رضي الله عنه :
إلا الإذخر يا رسول الله ، فإنه لقينهم ولبيوتهم ، فقال : إلا الإذخر " .والإذخر
حار في الثانية ، يابس في الأولى ، لطيف مفتح للسدد وأفواه العروق ، يدر البول
والطمث ، ويفتت الحصى ، ويحلل الأورام الصلبة في المعدة والكبد والكليتين شرباً
وضماداً ، وأصله يقوي عمود الأسنان والمعدة ، ويسكن الغثيان ، ويعقل البطن
.
--------------------------------------------------------------------------------
حرف
الباء
بطيخ :روى أبو
داود والترمذي ، عن النبي r ، أنه كان يأكل البطيخ بالرطب ، يقول : " نكسر حر هذا
ببرد هذا ، وبرد هذا بحر هذا " .وفي البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها شئ غير هذا
الحديث الواحد ، والمراد به الأخضر ، وهو بارد رطب ، وفيه جلاء ، وهو أسرع انحداراً
عن المعدة من القثاء والخيار ، وهو سريع الإستحالة إلى أي خلط كان صادفه في المعدة
، وإذا كان آكله محروراً انتفع به جداً ، وإن كان مبروداً دفع ضرره بيسير من
الزنجيل ونحوه ، وينبغي أكله قبل الطعام ، ويتبع به ، وإلا غثى وقيأ ،وقال بعض
الأطباء : إنه قبل الطعام يغسل البطن غسلاً ، ويذهب بالداء أصلاً
.
بلح :روى
النسائي وابن ماجه في سننهما : من هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها
قالت : قال رسول الله r : " كلوا البلح بالتمر ، فإن الشيطان إذا نظر إلى ابن آدم
يأكل البلح بالتمر يقول : بقي ابن آدم حتى أكل الحديث بالعتيق " . وفي رواية : "
كلوا البلح بالتمر ، فإن الشيطان يحزن إذا رأى ابن آدم يأكله يقول : عاش ابن آدم
حتى أكل الجديد بالخلق " ، رواه البزار في مسنده وهذا لفظه .
قلت : الباء في
الحديث بمعنى : مع ، أي : كلوا هذا مع هذا قال بعض أطباء الإسلام : إنما أمر النبي
r بأكل البلح بالتمر ، ولم يأمر بأكل البسر مع التمر ، لأن البلح بارد يابس ،
والتمر حار رطب ، ففي كل منهما إصلاح للآخر ، وليس كذلك البسر مع التمر ، فإن كل
واحد منهما حار ، وإن كانت حرارة التمر أكثر ، ولا ينبغي من جهة الطب الجمع بين
حارين أو باردين ، كما تقدم . وفي هذا الحديث : التنبيه على صحة أصل صناعة الطب ،
ومراعاة التدبير الذي يصلح في دفع كيفيات الأغذية والأدوية بعضها ببعض ، ومراعاة
القانون الطبي الذي تحفظ به الصحة .وفي البلح برودة ويبوسة ، وهو ينفع الفم واللثة
والمعدة ، وهو رديء للصدر والرئة بالخشونة التي فيه ، بطيء في المعدة يسير التغذية
، وهو للنخلة كالحصرم لشجرة العنب ، وهما جميعاً يولدان رياحاً ، وقراقر ، ونفخاً ،
ولا سيما إذا شرب عليهما الماء ، ودفع مضرتهما بالتمر ، أو بالعسل والزبد
.
--------------------------------------------------------------------------------
بسر : ثبت في
الصحيح : أن أبا الهيثم بن التيهان ، لما ضافه النبي r وأبو بكر وعمر رضي الله
عنهما ، جاءهم بعذق - وهو من النخلة كالعنقود من العنب - فقال له : " هلا انتقيت
لنا من رطبه فقال : أحببت أن تنتقوا من بسره ورطبه " .البسر : حار يابس ، ويبسه
أكثر من حره ، ينشف الرطوبة ، ويدبغ المعدة ، ويحبس البطن ، وينفع اللثة والفم ،
وأنفعه ما كان هشاً وحلواً ، وكثرة أكله وأكل البلح يحدث السدد في الأحشاء
.
--------------------------------------------------------------------------------
بيض : ذكر
البيهقي في شعب الإيمان أثراً مرفوعاً : أن نبياً من الأنبياء شكى إلى الله سبحانه
الضعف ، فأمره بأكل البيض . وفي ثبوته نظر ، ويختار من البيض الحديث على العتيق ،
وبيض الدجاج على سائر بيض الطير ، وهو معتدل يميل إلى البرودة قليلاً .قال صاحب
القانون : ومحه : حار رطب ، يولد دماً صحيحاً محموداً ، ويغذي غذاءاً يسيراً ،
ويسرع الإنحدار من المعدة إذا كان رخواً . وقال غيره : مح البيض : مسكن للألم ،
مملس للحلق وقصبة الرئة ، نافع للحلق والسعال وقروح الرئة والكلى والمثانة ، مذهب
للخشونة ، لا سيما إذا أخذ بدهن اللوز الحلو ، ومنضج لما في الصدر ، ملين له ، مسهل
لخشونة الحلق ، وبياضه إذا قطر في العين الوارمة ورماً حاراً ، برده ، وسكن الوجع
وإذا لطخ به حرق النار أو ما يعرض له ، لم يدعه يتنفط ، وإذا لطخ به الوجع ، منع
الإحتراق العارض من الشمس ، واذا خلط بالكندر ، ولطخ على الجبهة ، نفع من النزلة
وذكره صاحب القانون في الأدوية القلبية ، ثم قال : وهو - وإن لم يكن من الأدوية
المطلقة - فإنه مما له مدخل في تقوية القلب جداً أعني الصفرة ، وهي تجمع ثلاثة معان
: سرعة الإستحالة إلى الدم ، وقلة الفضلة ، وكون الدم المتولد منه مجانساً للدم
الذي يغذو القلب خفيفاً مندفعاً إليه بسرعة ، ولذلك هو أوفق ما يتلافى به عادية
الأمراض المحللة لجوهر الروح .
--------------------------------------------------------------------------------
بصل :روى أبو
داود في سننه : عن عائشة رضي الله عنها ، أنها سئلت عن البصل ، فقالت : إن آخر طعام
أكله رسول الله r كان فيه بصل .وثبت عنه في الصحيحين أنه منع آكله من دخول المسجد
.
والبصل : حار في الثالثة ، وفيه رطوبة فضلية ينفع من تغير المياه ، ويدفع ريح
السموم ، ويفتق الشهوة ، ويقوي المعدة ، ويهيج الباه ، ويزيد في المني ، ويحسن
اللون ، ويقطع البلغم ، ويجلو المعدة ، وبزره يذهب البهق ، ويدلك به حول داء الثعلب
، فينفع جداً ، وهو بالملح يقلع الثآليل ، وإذا شمه من شرب دواء مسهلاً منعه من
القئ والغثيان ، وأذهب رائحة ذلك الدواء ، وإذا استعط بمائه ، نقى الرأس ، ويقطر في
الأذن لثقل السمع والطنين والقيح ، والماء الحادث في الأذنين ، وينفع من الماء
النازل في العينين اكتحالاً يكتحل ببزره مع العسل لبياض العين ، والمطبوخ منه كثير
الغذاء ينفع من اليرقان والسعال ، وخشونة الصدر ، ويدر البول ، ويلين الطبع ، وينفع
من عضة الكلب غير الكلب إذا نطل عيها ماؤه بملح وسذاب ، وإذا احتمل ، فتح أفواه
البواسير .
وأما ضرره : فإنه يورث الشقيقة ، ويصدع الرأس ، ويولد أرياحاً ،
ويظلم البصر ، وكثرة أكله تورث النسيان ، ويفسد العقل ، ويغير رائحة الفم والنكهة ،
ويؤذي الجليس ، والملائكة ، وإماتته طبخاً تذهب بهذه المضرات منه .وفي السنن : أنه
r أمر آكله وآكل الثوم أن يميتهما طبخاً ويذهب رائحته مضغ ورق السذاب عليه
.
--------------------------------------------------------------------------------
باذنجان :في
الحديث الموضوع المختلق على رسول الله r : " الباذنجان لما أكل له " ، وهذا الكلام
مما يستقبح نسبته إلى آحاد العقلاء ، فضلاً عن الانبياء ، وبعد : فهو نوعان : أبيض
وأسود ، وفيه خلاف ، هل هو بارد أو حار ؟ والصحيح : أنه حار ، وهو مولد للسوداء
والبواسير ، والسدد والسرطان والجذام ، ويفسد اللون ويسوده ، ويضر بنتن الفم ،
والأبيض منه المستطيل عار من ذلك .
--------------------------------------------------------------------------------
حرف
التاء
تمر :ثبت في
الصحيح عنه r : " من تصبح بسبع تمرات وفي لفظ : من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم
سم ولا سحر " . وثبت عنه أنه قال : " بيت لا تمر فيه جياع أهله " . وثبت عنه أكل
التمر بالزبد ، وأكل التمر بالخبز ، وأكله مفرداً . وهو حار في الثانية ، وهل هو
رطب في الأولى ، أو يابس فيها ؟ . على قولين . وهو مقو للكبد ، ملين للطبع ، يزيد
في الباه ، ولا سيما مع حب الصنوبر ، ويبرئ من خشونة الحلق ، ومن لم يعتده كأهل
البلاد الباردة فإنه يورث لهم السدد ، ويؤذي الأسنان ، ويهيج الصداع ، ودفع ضرره
باللوز والخشخاش ، وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن بما فيه من الجوهر الحار الرطب ،
وأكله على الريق يقتل الدود ، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية ، فإذا أديم استعماله
على الريق ، خفف مادة الدود ، وأضعفه وقلله ، أو قتله ، وهو فاكهة وغذاء ، ودواء
وشراب وحلوى .
--------------------------------------------------------------------------------
تين :لما لم يكن
التين بأرض الحجاز والمدينة ، لم يأت له ذكر في السنة ، فإن أرضه تنافي أرض النخل ،
ولكن قد أقسم الله به في كتابه ، لكثرة منافعه وفوائده ، والصحيح : أن المقسم به :
هو التين المعروف .وهو حار ، وفي رطوبته ويبوسته قولان ، وأجوده : الأبيض الناضج
القشر ، يجلو رمل الكلى والمثانة ، ويؤمن من السموم ، وهو أغذى من جميع الفواكه
وينفع خشونة الحلق والصدر ، وقصبة الرئة ، ويغسل الكبد والطحال ، وينقي الخلط
البلغمي من المعدة ، ويغذو البدن غذاء جيداً ، إلا أنه يولد القمل إذا أكثر منه
جداً .ويابسه يغذو وينفع العصب ، وهو مع الجوز واللوز محمود ، قال جالينوس : وإذا
أكل مع الجوز والسذاب قبل أخذ السم القاتل ، نفع ، وحفظ من الضرر .ويذكر عن أبي
الدرداء : أهدي إلى النبي r طبق من تين ، فقال : " كلوا و أكل منه ، وقال : لو قلت
: إن فاكهة نزلت من الجنة قلت : هذه ، لأن فاكهة الجنة بلا عجم ، فكلوا منها فإنها
تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس " . وفي ثبوت هذا نظر .واللحم منه أجود ، ويعطش
المحرورين ، ويسكن العطش الكائن عن البلغم المالح ، وينفع السعال المزمن ، ويدر
البول ، ويفتح سدد الكبد والطحال ، ويوافق الكلى والمثانة ، ولأكله على الريق منفعة
عجيبة في تفتيح مجاري الغذاء وخصوصاً باللوز والجوز ، وأكله مع الأغذية الغليظة
رديء جداً ، والتوت الأبيض قريب منه ، لكنه أقل تغذية وأضر بالمعدة
.
--------------------------------------------------------------------------------
تلبينة :قد تقدم
إنها ماء الشعير المطحون ، وذكرنا منافعها ، وأنها أنفع لأهل الحجاز من ماء الشعير
الصحيح .
--------------------------------------------------------------------------------
حرف
الثاء
ثلج :ثبت في
الصحيح : عن النبي r أنه قال : " اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد "
.
وفي هذا الحديث من الفقه : أن الداء يداوى بضده ، فان في الخطايا من الحرارة
والحريق ما يضاده الثلج والبرد ، والماء البارد ، ولا يقال : إن الماء الحار أبلغ
في إزالة الوسخ ، لأن في الماء البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحار ،
والخطايا توجب أثرين : التدنيس والإرخاء ، فالمطلوب مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه
، فذكر الماء البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين .وبعد فالثلج بارد على
الأصح ، وغلط من قال : حار ،وشبهته تولد الحيوان فيه ، وهذا لا يدل على حرارته ،
فإنه يتولد في الفواكه الباردة ، وفي الخل ،وأما تعطيشه ،فلتهييجه الحرارة لا
لحرارته في نفسه ، ويضر المعدة والعصب ، وإذا كان وجع الأسنان من حرارة مفرطة ،
سكنها .
--------------------------------------------------------------------------------
ثوم :هو قريب من
البصل ، وفي الحديث : " من أكلهما فليمتهما طبخاً " . وأهدي إليه طعام فيه ثوم ،
فأرسل به إلى أبي أيوب الأنصاري ، فقال : يا رسول الله ، تكرهه وترسل به إلي ؟
فقال:" إني أناجي من لا تناجي " .
وبعد فهو حار يابس في الرابعة ، يسخن تسخيناً
قوياً ، ويجفف تجفيفاً بالغاً ، نافع للمبرودين ، ولمن مزاجه بلغمي ، ولمن أشرف على
الوقوع في الفالج ، وهو مجفف للمني ، مفتح للسدد ، محلل للرياح الغليظة ، هاضم
للطعام ، قاطع للعطش ، مطلق للبطن ، مدر للبول ، يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام
الباردة مقام الترياق ، وإذا دق وعمل منه ضماد على نهش الحيات ، أو على لسع العقارب
، نفعها وجذب السموم منها ، ويسخن البدن ، ويزيد في حرارته ، ويقطع البلغم ، ويحلل
النفخ ، ويصفي الحلق ، ويحفظ صحة أكثر الأبدان ، وينفع من تغير المياه ، والسعال
المزمن ، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً ومشوياً ، وينفع من وجع الصدر من البرد ، ويخرج
العلق من الحلق ، وإذا دق مع الخل والملح والعسل ، ثم وضع على الضرس المتأكل ، فتته
وأسقطه ، وعلى الضرس الوجع ، سكن وجعه . وإن دق منه مقدار درهمين ، وأخذ مع ماء
العسل ، أخرج البلغم والدود ، وإذا طلي بالعسل على البهق ، نفع .ومن مضاره : أنه
يصدع ، ويضر الدماغ والعينين ، ويضعف البصر والباه ، ويعطش ، ويهيج الصفراء ، ويجيف
رائحة الفم ، ويذهب رائحته أن يمضع عليه ورق السذاب .
---------------------------------------------------------------------------------