ام حبيبة عضو فعال
عدد الرسائل : 27 تاريخ التسجيل : 22/10/2008
| موضوع: اسباب زوال البركه! الثلاثاء 9 ديسمبر 2008 - 17:24 | |
| - إن أخطر ما يمنع البركة، هو عدم تطبيق ما يجلبها إلى حياتنا، سواء في أعمالنا أو أسرنا أو مجتمعنا، ممثلة في خمسة عشر مانعًا تأكل كل شيء، وتأتي على مظاهر الحياة بالهلاك، على كل المستويات الحياتية، وهي:
1- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الخير في أمتي، ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر والتقوى، فإذا لم يفعلوا، نُزعت منهم البركات".
2- التهاون في تغيير النفس:
لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11).
3- عدم التقوى والخوف من الله:
يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)﴾ (الأنفال).
فالتقوى أساس لفتح البركات ونيل الخيرات في الدنيا والآخرة.
4- عدم الإخلاص في العمل:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمري ما نوى..........." إلى آخر الحديث الكريم (متفق عليه).
5- عدم التسمية بالله في أعمالك والإقبال على ذكر الله:
يقول صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله، (وفي رواية بذكر الله) فهو أقطع"، (وفي رواية فهو أبتر).
6- أكل الحرام والسحت:
أكل الحرام فساد للقلوب: لقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" وهذا عقب قوله "الحلال بين والحرام بين"، إشعارًا بأن أكل الحلال ينوره ويصلحه والشُّبهة تقسيه.
أكل الحلال وقوع في الهلاك: قال سهل بن عبد الله: النجاة في ثلاثة (أكل الحلال، وأداء الفرائض، والاقتداء بالنبي صلى اللّه عليه وسلم)، ولا يكون المال حلالاً حتى يصفو من ست خصال: (الربا والحرام والسحت والغلول والمكروه والشبهة).
من أكل الحرام حرم لذة الإيمان: روي الإمام الترمذي عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا كعب بن عجرة: إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به".
7- عدم البر بالوالدين وصلة الرحم:
في الحديث: "من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره" والمراد بزيادة العمر البركة.
8- البخل وعدم الإنفاق في أوجه الخير:
فالبخيل محروم في الدنيا مؤاخذ في الآخرة، وهو مكروه من الله عز وجل مبغوض من الناس، وقد مُدحت امرأة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: صوّامة قوّامة، إلاّ أن فيها بخلاً، قال: "فما خيرها إذًا".
وفي بيان مغبة البخل قال سبحانه: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)﴾ (الليل).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يُصبح العباد فيه إلاّ ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ مُنفِقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تَلفًا" (رواه البخاري ومسلم).
9- عدم التوكل على الله حق التوكل:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا"، وهذا الحديث أصل في التوكل وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق، قال الله عز وجل:﴿... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ...﴾ (الطلاق).
وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية على أبي ذر وقال له: "لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم"، يعني لو حققوا التقوى والتوكل لاكتفوا بذلك في مصالح دينهم وديناهم بركةً ورحمةً.
10- عدم الرضا بما قسمه الله لك وعدم القناعة:
عليك أن تقنع بما قسم الله لك من جسم ومال وولد وسكن وموهبة، وهذا منطق القرآن:
﴿فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ﴾ (الأعراف: من الآية 144)، إن غالب الجيل الأول كانوا فقراء، لم يكن لديهم أعطيات ولا مساكن بهية، ولا مراكب ولا حشم، ومع ذلك آثروا الحياة وأسعدوا أنفسهم والإنسانية؛ لأنهم وجهوا ما آتاهم الله من خيرٍ في سبيله الصحيح، فبورك لهم في أعمارهم وأوقاتهم ومواهبهم، وقد وجَّه النبي- صلى الله عليه وسلم- أمته إلى التحلي بصفة القناعة حين قال: "ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس"، وكان يدعو ربه فيقول: "اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير".
11- ارتكاب المعاصي والذنوب والبعد عن التوبة والاستغفار:
ارتباط الفقر بالمعصية يتمثل في نزع البركة من أموال العاصي، حتى وإن كان يملك أموالاً طائلةً، فعندما يكثر الإنسان من المعاصي فإن الله- عزَّ وجل- يفقره حتى لو كان كثير المال، من خلال نزع البركة من المال، والأولاد، والوقت، والزوجة، والزوج، والعمل أيضًا.
فلقد نزعت البركة من هذا الإنسان لأنه بالمعنى الإيماني فقير، ومن أراد الغنى فالقناعة تكفيه، فكما يقول الشاعر العربي:
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
12- التفكك الأسري:
حيث يبدأ من تربية الأولاد وتنشئتهم على غير الدين الحنيف، أو طاعة الله ورسوله، وكثرة المشاكل الزوجية والمنازعات، وعدم حلها بالتفاهم والحب والمودة، والدعاء على النفس، والأولاد والأموال، في وسط الانفعالات والغضب.
13- الفساد في الأرض والاستبداد:
قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ﴾ (هود: من الآية 116).
ومن تلك الأسباب التي تجعل الفساد ينزع البركة:
- البطر في المعيشة، يقول تعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾ (القصص: من الآية 5، فإن البطر يوجب عدم رؤية شيء سوى المادة واللذة وما يتبعانه من الفساد والإفساد.
- الظلم كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ (يونس: من الآية 13).
- الفسق قال تعالى: ﴿هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الأنعام: من الآية 47)، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)﴾ (الإسراء).
- عدم العمل بكلام الناصحين، قال تعالى: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ (الشعراء: من الآية 139)، وقوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾ (الأعراف: من الآية 79).
- اتباع الملوك والمستبدين، قال تعالى: ﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)﴾ (النمل).
14- عدم شكر الله على نعمه:
يقول تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (إبراهيم: من الآية 7)، ويقول تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (1﴾ (النحل)، ومن عذابه في الدنيا: سلب النعم كما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ (الصف: من الآية 5)، وتسليط الأعداء، وعذاب الآخرة أشد وأعظم، كما قال سبحانه: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152)﴾ (البقرة)، وقال تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ﴾ (سبأ: من الآية 13)، فأخبر سبحانه أن الشاكرين قليلون وأكثر الناس لا يشكرون.
وأخيرًا:
هذا الحذر لا بد أن يكون في كل لحظات حياتنا، حتى تتنزل علينا البركات، وتحوطنا الرحمات، وبقدر الانطلاق بها تكون البركات، وأحسب إن تحققنا بالابتعاد عن هذه الموانع معناه: أن ننفذ كل ما اتفقنا عليه، نحو هذا الخير العظيم، وهذا السلوك العالي، والله تعالى الموفق إلى كل خير وسداد. | |
|
طارق جابر مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 1634 تاريخ التسجيل : 01/03/2008
| موضوع: رد: اسباب زوال البركه! الثلاثاء 9 ديسمبر 2008 - 22:42 | |
| | |
|
رومانس مجموعة الإدارة
عدد الرسائل : 806 تاريخ الميلاد : 11/11/1969 العمر : 54 العمل/الترفيه : ألوان المزاج : اللهم ارزقني عقلا كاملا وعزما ثابتا ولبا راجحا وقلبا زكيا وعلما كثيرا ... تاريخ التسجيل : 09/03/2008
| موضوع: رد: اسباب زوال البركه! الأربعاء 10 ديسمبر 2008 - 2:09 | |
| | |
|
honey عضوية سابقة
عدد الرسائل : 159 تاريخ التسجيل : 20/11/2008
| موضوع: رد: اسباب زوال البركه! الأربعاء 10 ديسمبر 2008 - 3:59 | |
| | |
|
miss.rama مجموعة الإدارة
عدد الرسائل : 189 تاريخ التسجيل : 22/05/2008
| موضوع: رد: اسباب زوال البركه! الخميس 11 ديسمبر 2008 - 6:43 | |
| | |
|