حوار هادىء

عندما كنا صغاراً وطلاباً في المرحلة الإبتدائية ، كنا متقاربين في مستوياتنا وفي نتائجنا ، وفي براءتنا وعفويتنا وصدقنا ، ومعظم طلاب الصفوف الأولى يحصلون على الامتياز و( الجيّد جداً ) وقلما يحصل أي واحد على الـ ( وسط ) والـ ( ضعيف ) ، الى حد أن الجميع كانوا يتحدثون عن ذكاء أولادهم ( وما شاء الله عليهم )
[color:fa31=#000000]

فجميع الأطفال أذكياء ويبدو أن ( الغباء ) لا يلحق إلا بالكبار .. مع ملاحظة أن الفارق بين طلاب اليوم وأمثالنا أننا كنا ندخل فوراً وبدون مقدمات الى الصف الأول دون المرور بـ ( الروضات ) أو معرفة ماذا تعني كلمة ( روضة ) .. وإذا كان هناك من اهتمام بيتي فقد كان يقتصر على أن تقوم الأسرة مقام ( رياض الأطفال ) وتعلم أبناءها قبل دخول المدرسة ( دادا ، بابا ، ماما ) وأحرف الأبجدية وجدول الضرب ، المهم في المرحلة الإعدادية بدأت تظهر الفروقات بيننا نحن الطلبة وبشكل مفاجئ الى حد لا يتخيل أحدنا مثل هذه التحولات والتغيرات الطارئة ولماذا حصلت بهذه السرعة ، البعص أرجعها الى صعوبة مادة الرياضيات في هذه المرحلة وعدم قدرة بعض الأساتذة على إعطائها ، والبعض الى دخول مقرر غريب هو اللغة الانجليزية ولا أنسى ذلك الأستاذ الذي لا صلة له بهذه المادة لا من قريب ولا من بعيد الذي كان شاويش بالجيش ولانة بيعرف شوية انجليزى اسقال وبقى مدرس كلة عزم- ويا ليته ما أعطانا - لأنه لغاية هذا التاريخ ما زلنا نخطئ في اللفظ الذي ورثناه عنه لدرجة يضحك الآخرون منا بين أن نقول ( آس ) وهي ( آذ ) والمفارقة هي في معنى كل من الكلمتين ، أو أن نقول ( بروتيكشن ) أو نلفظها ( بروتيستيون ) .. وقس على ذلك . وكي لا أطيل فقد شهدت المرحلة الإعدادية تسرباً لبعض الطلاب ، حيث غابوا بشكل متقطع ثم بشكل متصل ثم الى أبد الآبدين ، وتمت دعوة أولياء أمورهم ، ولكن يبدو أن - فالجاً لا تعالج - كما سمعنا أن لا أمل من هؤلاء الطلاب ولا حيلة في إعادتهم ، ولهذا كان لا بد أن يبحثوا عن أعمال أخرى ، وتوزع بعضهم بين سائقي( كرتات )( حيث لم تكن هناك تاكسيات بعد ) وكومجيين وراقصين ومطربين وشعراء نبطيين وزجالين .. و ... و .. الخ ونحن تابعنا دراستنا ، وأنهينا دراستنا .. والتقينا ثانية مع زملاء الدراسة ، وتحدثنا بحميمية عن الأيام الجميلة التي قضيناها سوية على مقاعد الدراسة ، قبل أن نفترق ، وذكرت أحدهم وهو سائق ميكروباص عن تفضيله للإسئلة التي يطلب فيها الإجابة بـ ( نعم ) أو ( لا ) وكيف كان يستخدم ( حادى بادى ) و ( النقش ) و( الحظ) في إجابته ، وأنه ذات مرة حالفه الحظ ولاقاه ، حيث حصل على علامة النجاح في مادة لا يفقه حرفاً واحداً فيها ، وأنه أجاب بطريقة ( حادى بادىعم محمد البغدادى شالو وحطو كلة على ادى ) .. ولكن ماذا قال هو الآخر ، قال : سامحكم الله ، إني أزعل عليكم ، .. أنتم الذين تعذبتم في الدراسة وكلفتم أنفسكم عناءها ومشقتها ،.. لقد تأخرتم في كل شيء ، والحياة متطلباتها كثيرة وينبغي التحضير المبكر لها فبالنسبة لي ( والقول لسائق الميكروباص ) : أملك ثلاثة تاكسيات وثلاث شاليهات ع البحر، ومحل تجاري في فى سوق ليبيا، ثم إنني تزوجت آنسة ( ويقصد معلمة مدرسة ) بعد قصة حب غير معلنة ، وحقيقة لا أدري ما الذي حصل لي وهو مشفق على أمثالي من أولئك الذين أضاعوا وقتهم وزمنهم وساعاتهم في القراءة والتعلم ، لا بل واختتم حديثه معتذراً بأنه لا يستطيع أن يتأخر أكثر من ذلك لأن موعد انطلاقته من الكراج قد حان ، وألقى في وجهي نصيحته التاريخية ( عليكم معشر المتعلمين ان تفتشوا عن عمل آخر ... يسند راتبكم ...) وأطلق (كلاس)وصلت أصداؤه كل الكورنيش ومكبرات الصوت على أشدها (انا واد فهلوى ) وان ذهبت الى منزلى وبالكاد ادركت ميعاد الاتوبيس..وفتحت التلفزيون وإذا بـ ( منجمة ) تطل على الهواء مباشرة تقول إذا كنت من مواليد برج السرطان تتعرض اليوم الى حوار تجد نفسك مهزوماً أمامه ووراءه و مع ذلك تقبل ذلك برحابة صدر واعمل بالنصيحة التي تسدى إليك ، إذ ليس - المتعلمون وحدهم اصحاب

المعرفة أو الذين بإمكانهم أن يصنعوا - الحكمة ******طيب نصدق مين....؟

عم شرف الشريف الحرامى ولا الدالى ولا عجوزبقلب جرىء

[/[/img]

» حوار مع السعاده
» حوار بين زوجين ليلة الدخلة
» تعدد الزوجات في حوار هادئ
» ...::: اسم الزوجة على موبايل الزوج :::...
» حوار شديد بين ابدويه واحضرية بالشعر البدوى