د. "يوسف القرضاوي": موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون حلال.. وليت المسلمين يتعلمون من "شامير"!

د. "يوسف القرضاوي": موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون
حلال.. وليت المسلمين يتعلمون من "شامير"!

أكد العلامة الكبير الدكتور "يوسف القرضاوي" رئيس الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين على أهمية شهر رمضان في إحياء الأمة الإسلامية حتى تخرج من كبوتها وسباتها
العميق، وتتبوء مكانتها التي اختارها الله عز وجل لها لتكون خير أمة أخرجت للناس..
وأضاف "القرضاوي" خلال الندوة التي نظمها مؤخرا اتحاد الأطباء العرب بالتعاون مع
المركز الثقافي العربي للفكر العربي تحت عنوان "رمضان وإحياء الأمة" أن إحياء هذه
الأمة يتطلب استعادتها لروحها والمتمثلة في الإيمان بالله وليس في ملء البطون بما
لذ وطاب، أو الجري وراء شهواتها.. وعز الأمة في العودة إلى الإسلام.
وأشار "القرضاوي" إلى أن رمضان شهر إحياء الإيمان، والتطهر من الذنوب، لذا كان
بعض السلف يطلقون عليه "المطهر" أي الذي يطهرهم من السيئات، ومن ثم حث "القرضاوي"
المسلمين على إحياء الإيمان في القلوب من خلال فعل الخيرات، وعدم الاقتصار على
الجوانب الشكلية في العبادة من قرآن وقيام وتهجد، لكنه أكد على أهمية أن يكون هناك
خشوع في القلب أثناء أداء هذه العبادات، وفي هذا الصدد أشار إلى موائد الرحمن، بما
فيها تلك التي يقيمها بعض الفنانين، إذ استحسن ذلك، مؤكدا أن الله سيجازيهم خيرا
عليها، كما سيحاسبهم على غيرها من الأعمال وفق قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً
يَرَه}.
لافتا إلى أن رمضان هو شهر الانتصارات للمسلمين لما يمدهم به من قوة تمكِّنهم من
النصر على الأعداء كما حدث قديما وحديثا، فقديما انتصر المسلمون في العديد من
المناسبات ومنها الانتصار على التتار في 25 رمضان 658 هـ في عين جالوت بقيادة
القائد المملوكي "سيف الدين قطز" بعد عامين فقط من سقوط بغداد، ولأول مرة في
التاريخ تدخل أمة فائزة هم التتار في دين الفئة المهزومة في حينها "وهم المسلمون".
كما انتصر المصريون في العاشر من رمضان عام 1393 هـ بعد نكبة 1967، حيث أعطى الصيام
لهؤلاء دفعة قوية دفعتهم لهزيمة الجيش الذي لا يقهر، لدرجة أن بعض الجنود رفض الأخذ
برخصة الفطر أثناء الحرب، وأصر على استكمال الصيام رافعا شعار "الله أكبر".. وأضاف
"القرضاوي" أن الأمة الإسلامية تتميز بعدة خصائص؛ فهي أمة وسط: {وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}، ووسطيتها في منهجها الذي يرفض الغلو والتطرف، فهو
يجمع بين الدنيا والآخرة.. بين الروح والعقل، بين السماء والأرض، كما أنها أمة
موصوفة بالخيرية، هذه الخيرية لا تعني العنصرية، وإنما خيريتها في هدايتها، ودعوتها
للغير، فهي أمة ربانية، الله هو الذي أخرجها وليست أمة شيطانية {كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ
الْمُنكَرِ}، والله هو الذي جعلها كذلك، أي هو الذي صنعها لذلك.
وأشار "القرضاوي" إلى أن هناك أمة واحدة إسلامية، وليست أمما متفرقة، وبالرغم من
تشديده على أهمية الولاء القُطري، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب مفهوم
الأمة، فإذا حدث مكروه لقطر من الأقطار وجب على الجميع النصر والمساعدة.. وفي هذا
الصدد عرج "القرضاوي" إلى قضية فلسطين، وكيف أنها لا تعني الفلسطينيين فحسب، ولكن
هي قضية جميع المسلمين، ولا ينبغي التوقف عن النصر والمساعدة لهؤلاء بدعوى تفريط
أهلها في الدفاع عنها.. وانتهز "القرضاوي" هذه المناسبة، فناشد السلطات المصرية
ضرورة فتح معبر رفح ليوم أو يومين في الأسبوع، وذلك قبل شهر رمضان حتى يتمكن أهل
القطاع من الحصول على الطعام والشراب.. وحتى تتمكن الهيئات الإغاثية من إدخال
المعونات لأهالي القطاع، مشيرا إلى أن الحكمة من الجوع والعطش في رمضان هو الإحساس
بآلام الفقراء والمحتاجين.. وأكد "القرضاوي" في هذه الجزئية على جواز إخراج زكاة
المال لأهل فلسطين.. وقد كانت الاستجابة سريعة، فقام العديد من الحضور بالتبرع ببعض
أموالهم من أجل دعم فلسطين.
واختتم "القرضاوي" كلمته بأهمية اعتزاز الأمة بالإسلام، فالأمة الإسلامية لن
تموت؛ لأنها آخر الأمم، فهي يمكن أن تنام أو تحدث لها كبوة، لكنها لن تموت؛ لأنها
أمة رسالة، مطالبا المسلمين بالاعتزاز بالإسلام، وعدم التفريط فيه، وضرب مثلا في
هذا الصدد باليهود، وكيف أنهم يسعون لإقامة دولة دينية وفق تعاليم التوراة في أرض
الميعاد، وكيف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "إسحاق شامير" رفض استمرار
محادثات السلام أثناء مؤتمر مدريد عام 1991 يوم السبت، في حين أبلغه بعض قادة العرب
أنهم أجروا المحادثات يوم الجمعة ولم يطالبوا بتوقفها، فأخبرهم أن هذا شأنهم، أما
نحن اليهود فنعظم يوم السبت ولا نعمل فيه.

» الصور التي أرعبت الغرب وأسعدت المسلمين‏
» فهمي هويدي يفضح "كواليس" فتوى الأزهر ولعبه مفتي مبارك "طنطاوي"بشأن "الجدار الفولاذي
» ما اصل كلمات "البعبع" و"امبو" و"كخة"؟
» اللجنة المصرية للمقاطعة" تتهم "أوراسكوم" بالتطبيع مع إسرائيل
» هل سماع الاغانى حرام ام حلال ادخل وعرف الاجابة؟(مهم جدا)