محمد نجيب ..الرجل الذي ارادونا ان ننساه
محمد نجيب ....تقريبا كل اللي نعرفه عنه حاجات بسيطة ...شارع بإسمه في سيدي بشر ...نفق بإسمه بقاله اربع سنين بيحفروه وفاضله اربعة زيهم ...محطة مترو في القاهرة .
المثقفين اوي فينا ممكن يعرفوا عن محمد نجيب إنه الراجل اللي طلع في الفيلم بتاع الثورة اللي ما بتعرضهوش غير قناة الشاشة وطلع فيه محمد نجيب نايم في بيتهم وبيتصلوا بيه يقولوا له إحنا خلاص قمنا بالثورة ..يا ريت تيجي بقى علشان حنعملك رئيس .( منتهى الزور والإفترا )
من وجهة نظري الشخصية إن محمد نجيب الشخص الأكثر تعرضا للظلم في تاريخنا المعاصر . تعالوا نتعرف عليه اكتر .
نجيب ..النشأة .
ولد محمد نجيب في 20 فبراير 1901 في الخرطوم من اب مصري يعمل بكباشي في الجيش وهو البكباشي يوسف نجيب وام سودانية ..تخرج من الكلية الحربية سلاح المشاة عام 1921 وحصل على على ليسانس الحقوق عام 1927 وحصل على دكتوراة في الإقتصاد والعلوم السياسية عام 1931 وشهادة عليا في الفنون العسكرية عام 1938 .
شارك في الحرب العالمية الثانية وشارك في حرب فلسطين حيث اصيب ثلاث مرات وحصل على درجات تكريم عليا على مجهوداته في حرب فلسطين .
وفي عام 1952 وبينما الأحداث السياسية في مصر تتجه للسخونة اكثر فأكثر اعتبر النظام الملكي انتخابات نادي الظباط بمثابة انتخابات مصيرية له لأثبات تواجده على الساحة لكن اللواء محمد نجيب تمكن من الفوز على المرشحين التابعين للملك نتيجة لشعبيته الطاغية في اوساط الظباط .
ورشح محمد نجيب لتولي منصب وزير الدفاع لكن الملك فاروق رفض توليته المنصب لإتجاهاته المعارضة .
نجيب والثورة .
اختار تنظيم الظباط الأحرار اللواء محمد نجيب ليتولى قيادة التنظيم وخاصة ان اعضاء التنظيم كانوا من الظباط المجهولين ووافق محمد نجيب ...ولمن يعرف فإن مجرد موافقة محمد نجيب على تولى منصب رئاسة الظباط الأحرار في حد ذاتها مجازفة كبيرة جدا لرجل تعتبر كل تحركاته تحت المجهر كمحمد نجيب .
وبالفعل قامت ثورة يوليو والتي كانت في البداية مجرد حركة عسكرية للمطالبة بتطهير الجيش ..لكن السهولة التي واجهها الثوار دفعتهم لإتخاذ قرارهم بتحويل حركة الجيش إلى انقلاب عسكري ضد سلطة الملك فاروق .
وشكل محمد نجيب اول حكومة للثورة تولى فيها جمال عبد الناصر وزارة الداخلية في سبتمبر 1952 وفي اغسطس 1953 تم إعلان الجمهورية ليتولى محمد نجيب رئاسة الجمهورية ليكون اول رئيس للجمهورية .
على ماهر ومحمد نجيب
محمد نجيب مع علي ماهر اول رئيس وزراء بعد الثورة
نجيب وبدايات الخلاف مع رجال الثورة .
كان رأي محمد نجيب ان العسكر مهمتهم الرئيسية هي حماية البلاد وليس ممارسة السياسة وكان رأيه ان يعود العسكر إلى الثكنات واتاحة حياة سياسية وحزبية تقوم على الإنتخاب والديمقراطية بينما كان رأي عبد الناصر وبقية الظباط هو الغاء الأحزاب والحياة السياسية وان يظل الحكم العسكري هو الحكم السائد في مصر .
وبدأ الخلاف يشتد بين نجيب ومجلس قيادة الثورة وتم عزل نجيب في فبراير عام 1954 فخرجت المظاهرات تهتف بإسم محمد نجيب وتهتف ضد عبد الناصر والثوار وثار سلاح الفرسان ..فيما عرف بأزمة مارس وقاد المظاهرات ساعتها قادة الأخوان المسلمين و بالأخص عبد القادر عودة .
كما ساند محمد نجيب العديد من المثقفين واساتذة الجامعة .
وتحت هذا الضعط الشعبي اضطر مجلس قيادة الثورة إلى اعادة محمد نجيب إلى الحكم مرة اخرى بعد اقصاءه بأسبوع .
محمد نجيب يحيي الجماهير
النهاية السياسية لمحمد نجيب
وفي 14 نوفمبر 1954 تم عزل نبيل للمرة الأخيرة بعد ان تم تقليم اظافر التأييد الشعبي له ...فتم عزل الكثير من الضباط المؤيدين له من الخدمة كما تم القبض على العديد من المثقفين المؤيدين لمحمد نجيب .
وتم القبض على محمد نجيب بواسطة البوليس الحربي من قصر عابدين واقتيد محمد نجيب إلى فيلا في حي المرج حيث تم وضعه تحت الإقامة الجبرية وتم تعيين جمال عبد الناصر قائماُ بأعمال الرئيس .
وتم حذف اسم محمد نجيب من كتب التاريخ المدرسية ووضع بدلاً منه جمال عبد الناصر كأول رئيس لمصر .
محمد نجيب مع عبد الرحمن البنا احد قيادات الإخوان
محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية .
وضع محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية التي لا تسمح له بإستقبال احد او الخروج من منزله ..وكان يغسل ملابسه بنفسه ويعد الطعام لنفسه ...في ظروف صعبة وغير صعية في فيلا قديمة في حي المرج المعزول في القاهرة ..وعانة محمد نجيب معاناة شديدة في سجنه الجبري والذي ظل فيه 20 عاما كاملة .
وقبض على ابنه الأكبر فيما بعض واتهم بمعادة النظام وتم اعتقاله وتعذيبه .
اما ابنه الأوسط والذي كان قد ذهب إلى المانيا فتم قتله في ظروف مجهولة وتم إعادة جثته إلى مصر حيث منع محمد نجيب من تشيع جنازته .
اما الأبن الأصغر فنظراً للظروف الإقتصادية الصعبة فلم يستطع إكمال دراسته وعمل كسائق تاكسي .
وفي عام 1974 تم فك الإقامة الجبرية عن محمد نجيب لكن تم التعتيم الإعلامي عنه وتجاهله رسميا ...وأظن انني قرأت مرة تقريبا لمصطفى امين او هيكل – لا اذكر بالتحديد – أن محمد نجيب قابل انور السادات في احد الجنازات اثناء رئاسة السادات ..فقال السادات لمحمد نجيب ...إزيك يا نجيب . فتبسم محمد نجيب وبعد ان غادر السادات قال : الله يرحم ايام ما كان ما يقدرش يقولي يا سعادة البيه .
في عهد الرئيس مبارك ...تم إعادة الإعتبار لمحمد نجيب وعاد اسمه كأول رئيس للجمهورية في كتب التاريخ كما تم اطلاق اسمه على بعض الشوارع الفرعية ومحطة مترو رئيسية في القاهرة .
وفي عام 1984 توفى محمد نجيب في هدوء شديد وبعد ان كتب مذكراته تحت عنوان ..كنت رئيساً لمصر ....والتي بقيت شاهداً على ظلم تعرض له شخص عظيم في حجم محمد نجيب وكان كل ذنبه انه نادى بالحرية والديمقراطية فنسأل الله ان يرحمه ويتقبله عنده في الصالحين .