الموسيقى و الغناء
في الإسلام
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول
الله ، في هذه
الرسالة نعرض لفتنة سقط فيها الكثير و الكثير منّا للأسف الشديد.البعض يحلل على
هواه و البعض يحرّم دون دليل ، و البعض لا يكترث جهلاً منه بضرر ذلك البالغ على القلب و منه إلى المعتقد و منه إلى الفعل فيفسد إيمانه
من جميع نواحيه. حاولنا على قدر المستطاع أن يشبع العرض كل
من يقرأه ، و لكننا أقل من ذلك بكثير، لذا أخذنا أساسها
من ملخص رسالة " الضرب بالنوى لمن أباح المعازف للهوى" للشيخ سعد الدين بن محمد الكبي و
أضفنا لها ما هدانا له الله-عوّ و جلّ- من الأدلة الشرعية التي لم تكن
بها.
فما أصبنا فيه فمن الله و
ما أخطأنا فيه فهو من أنفسنا و من الشيطان.
تعريف المعازف :
"المعازف" جمع معزفة، وهي
آلات الملاهي (1) ، وهي الآلة التي يعزف بها (2) ،
وعن الجوهري رحمه الله أن
المعازف هي الغناء و آلات اللهو (3).
أدلة التحريم من الكتاب
والسنة :
قال الله تعالى في سورة لقمان : " ومن الناس من يشتري
لهو الحديث ليضل عن سبيل الله
"- قال ابن عباس رضي الله عنهما : لهو الحديث الباطل
والغناء (4)،
- وقال مجاهد رحمه الله :
اللهو الطبل (5) ،
- وقال الحسن البصري
رحمه الله : نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير
- وقال السعدي رحمه الله
: فدخل في هذا كل كلام محرم ، وكل لغو وباطل ، وهذيان
من الأقوال المرغبة في الكفر والعصيان ،
ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به
الحق ، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب ، ومن غناء ومزامير شيطان ، ومن الماجريات الملهية التي لا
نفع فيها في دين ولا دنيا (6).
- قال ابن القيم رحمه الله: ويكفي تفسير الصحابة
والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء:
# فقد قال أبو الصهباء : سألت ابن مسعود
عن قوله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " ، فقال
: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات - (صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود
)
# وصح عن ابن عمر رضي
الله عنهما أيضا أنه الغناء .
والغناء رقية الزنا و منبت النفاق و
شرك الشيطان و خمرة العقل ، و صده عن القرآن أعظم من
صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه ، فإن الآيات تضمنت ذم استبدال لهو الحديث بالقرآن ليضل عن سبيل الله
بغير علم ويتخذها هزوا ، وإذا يتلى عليه القرآن ولى مدبرا
كأن لم يسمعه كأن في أذنيه وقراً ، هو الثقل والصمم ، وإذا
علم منه شيئا استهزأ به ، فمجموع هذا لا يقع إلا من أعظم
الناس كفرا وإن وقع بعضه للمغنين ومستمعيهم فلهم حصة ونصيب من هذا
الذم . انتهى. (7