تحدث نوعاً من التوازن الانفعالي والعاطفي والجسدي
الاسترخاء رياضة بدون أدوات.. تحرر العقل من الافكار والجسد من التوتر
في زحمة الحياة وكثرة المشاغل يصبح معها الفرد في دوامة مستمرة وروتين ضاغط،يحتاج إلى قصاصات من الوقت للراحة، وهنا يتوجب تحقيق اكبر قدر من الاسترخاء حتى نستطيع بعدها أن نعود إلى العمل بنشاط وحيوية وتتعامل مع الحياة بايجابية اكبر، ولكن عندما نذكر كلمة الاسترخاء يتبادر إلى الذهن، بعض التساؤلات منها، وماهو الاسترخاء وهل لدينا معلومات كافية عنه؟
فحسب مانعرفه أن الاسترخاء فن يطبق عن علم ودراية ويحتاج إلى جلسات تدربية مدروسة، تختلف من شخص إلى آخر فهو ليس كورسا علاجيا لفترات قصيرة، بقدر ما هو حاجة يومية يجب تطبيقها فترات متقاربة ومنتظمة حتى نحصل على نتائج ايجابية،ومن المفترض أن تستمر كسلوك حياتي،فمن المعروف إن الجميع يمر بفترات راحة من نوم أو اللجوء إلى الأماكن المتميزة بالهدوء والصمت،برغم من هذا لا نسترخي، وهذا ما يثير بعض الأسئلة التي منها هل النوم أو الإجازة و "الجو الهادي" يختلف عن الاسترخاء؟، هل الاسترخاء ضروري؟، هل تختلف طريقة الاسترخاء من شخص لأخر؟، ماهو الأسلوب الأمثل للاسترخاء،أسئلة كثيرة حول مفهوم وعلم الاسترخاء سنجيب عنها خلال هذا التقرير.
الاسترخا السلبي والايجابي
وأول الضيوف هو الدكتور سامي الدويش أخصائي نفسي عرف الاسترخاء ببساطة على انه حالة ينفصل بها الشخص عن ما حوله،مما يحدث نوعاً من التوازن الانفعالي والعاطفي الجسدي و العقلي من خلال بعض التمارين والممارسات التي تهدف إلى توزيع الطاقة بين الجسم والروح والعقل بشكل متساو واتبع أن تمارين الاسترخاء لا حصر لها وهي مبتكرة يعني يمكن لكل شخص أن يبتكر له طريقة استرخاء تناسبه ويجد منها الفائدة المرجوة، ومن بعض طرق الاسترخاء البسيطة الصلاة أرحنا بالصلاة يا بلال "صلوات الله عليه - لكن يجب أن تكون الصلاة بروحانية إضافة لإتقان الحركات الجسدية فيها - فقد اكتشف العلم الحديث ولا زال يكتشف أن حركات الصلاة لها بعد صحي ونفسي.
التنويم الإيحائي
وأشار الدويش إلى بعض خطوات الاسترخاء بسيطة ويمكن تطبيقها بسهولة ومنها:
اخذ نفس طويل من الأنف ثم حبسه 3- 4ثواني وإخراجه ببطء مع إخراج النفس،فالتنفس الهادئ الكامل(استخدام كامل الرئة) والارتباط بمواقف ايجابية مرحة النفس الهادئ الكامل(استخدام كامل الرئة)، ويفضل أن تكون مشاهد متحركة والأفضل أن تكون مباشرة - مثلا الجلوس في الحديقة أو المشي على الشاطئ والتمارين الرياضية مع الحرص على أداء التمرين وعدم السرحان أو التفكير بأشياء غير التمارين إلا أن تكون أفكار أو مواقف سارة.
وذكر الدويش بعضاً من طرق الاسترخاء مثل المساج أو التدليك تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجدد حركة الطاقة بالجسم وحمام الجاكوزي والسونا والبخار وهي كلها تساعد على الاسترخاء وتجديد النشاط وأكد أن هناك بعض التمارين البسيطة ولو طبقت لكان من الممكن أن نحصل على نتائج ايجابية وهناك طرق أخرى علمية للاسترخاء منها التنويم الإيحائي "وهو حالة يصل بها الشخص للانفصال المؤقت عن ما حوله" ولها نتائج جيدة - حسب ما أشاهده على الحالات التي تعاملت معها بهذه الطريقة.
اليوغا
وأكمل الدويش ان من طرق الاسترخاء"اليوغا" هي نظام رياضي مكون من سلسلة من الأوضاع الجسدية يتم القيام بها على نحو متتابع، مع اتباع أنماط تنفس ثابتة وتهدف اليوغا إلى زيادة قوتك ومرونتك وبالمثل على المحافظة علي التوازن الإيجابي لنظرتك للحياة..حيث إن اليوجا تمنحك الطاقة وتساعد على استرخاء العقل، وتستطيع أن تلحظ تقدماً هائلة في مرونتك وقوتك بل والتحكم في نفسك بعد القيام بتمارين قليلة جداً. والذي يزيد من سهولة ممارسة هذه الرياضة هو عدم الاحتياج إلى أدوات رياضية وما تحتاجه فقط هو سجادة صغيرة. ونوع آخر وهو "التايتشي" وهي تمارين تنفس تفرعت من اليوقا وتعمل هذه التمارين إلى تنشيط مسارات الطاقة بالجسم حيث يمكن أن تستخدم رياضة الاسترخا بداية اليوم يفتتحون بها يومهم والبعض يجعلها في فترة الراحة بعد الدوام وهي سهلة جدا. واستطرق الدويش إلى علم الألوان وذكر أنه علم قائم بذاته وله ممارساته العلاجية أولا ثم تحقيق هدف للمستفيد - مثلا: إذا أنت تحتاج للاسترخا عليك بالجلوس في مكان يغلب عليه اللون الأزرق والأخضر، إذا أردت أن تعمل وتحتاج تركيزاً عالياً عليك باللون الأصفر، وإذا احتجت نشاط وحيوية دافقة عليك باللونين الأحمر والبرتقالي حيث إنها منشطة عامة حتى على الجنس. وهكذا باقي الألوان.
المهنة والاسترخاء
ومن الأساليب التي تساعد على الاسترخاء تقنيات الحرية العاطفية ويرمز لها (EFT) وهي وسيلة فعالة وقوية حتى مع الشكاوي النفسية والبدنية وكلها تستخدم للاسترخاء وللعلاج وأثبتت نجاحا كبيرا علاجيا وهي تحافظ على مستوى عال من الهدوء والايجابية وغيرها الكثير وما ذكر سابقا كان أكثرها انتشارا وأميزها. وحتى يكون الاسترخاء ايجابياً يجب التركز في جلسة الاسترخاء على تمرين الاسترخاء لكي ينفصل الشخص عن واقعه، أما إذا بقي المستفيد في أفكاره سواء كانت عملاً أو غيرها يكون استرخاء سلبياً، ويكون أكثر إذا أبحر المستفيد بأفكار وأحداث سلبية.
ثم انتقل الدويش إلى بعض الاعمال التي تحتاج إلى استرخاء فذكر انه لا يوجد مهن تحتاج للاسترخاء ومهن لا، فكل المهن تحتاج للاسترخاء ولكن المهن ذات الساعات الطويلة المتواصلة أكثر حاجه من غيرها للاسترخاء،و ينبغي إن يكون الاسترخاء مناسباً لطبيعة المهنة - مثلا المهن التي تتطلب جهداً بدنياً مثل اعمال الصيانة يجب التركيز على نوع من الاسترخاء يخدم البدن المنهك، إما المهن التي تتطلب جهداً ذهنياً مثل المحاماة والتدقيق المحاسبية وغيره فيجب أن يكون الاسترخاء ذهنياً لإعادة نشاطه، أم المهن التي المجهود فيها خليط بين البدن والذهن مثل الطب ورجال الامن والمعلمين فهم يحتاجون استرخاء ذهنياً وبدنياً.
اوضاع جسدية
هتاف بنت عبدالله العمار الأخصائية النفسية ذكرت لنا أن رياضة الاسترخاء نظام رياضي مكون من سلسلة من الأوضاع الجسدية يتم القيام بها على نحو متتابع، مع إتباع أنماط تنفس ثابتة والنمط الجسدي هو احد الأنواع الثمانية التي تتكون منها اليوجا الكلاسيكية، والاسترخاء النمطية هي مزيج من القوة والليونة والإدراك، مع إمكانية إضافة ممارسات غير المعتاد عليه، يمكنك الغناء أو استخدام ضوء الشموع أو الإضاءة الخافتة.
وتحدثت عن أنماط عديدة للاسترخاء ومنها (Hatha yoga) وهو نمط جسدي يشتمل على العديد من الحركات المصاحب بمهرة التنفس أيضاً لكن هناك أنواعاً لرياضة استرخاء تركز على الجوانب الفلسفية أو البدنية، وتهدف رياضة الاسترخاء إلى زيادة قوتك ومرونتك والمحافظة على التوازن الإيجابي لنظرتك للحياة..
وذكرت الأستاذة هتاف أن هذا التوازن يكمن في أن يمنحك الاسترخاء الطاقة، وتستطيع أن تلحظ تقدماً هائلاً في مرونتك وقوتك بل والتحكم في نفسك بعد القيام بتمارين قليلة جداً. والذي يزيد من سهولة ممارسة هذه الرياضة هو عدم الاحتياج إلى أدوات رياضية، اتبعت حديثها فقالت الاسترخاء هو الفن الذي يمكنك من السيطرة على مستوى التوتر، ويزودك بطرق لتحرير عضلاتك من الشد، وعقلك من زحمة الأفكار، ويجعل من تنفسك عملية أسهل وأكثر عمقا، وأشارت إلى بعض الأمور المهمة للاسترخاء، منها أن تكون ملابسك أثناء الاسترخاء واسعة ومريحة أن تمد جسمك على سرير أو أريكة مرحة واهم نقطة هي أن تقتنع بفاعلية الاسترخاء وأنه سيحقق لك هدف الراحة، لأن كل منا يحتاج إلى استرخاء وراحة حتى يعود إلى عمله نشيطاً مرتفع المعنويات قادراً على العطاء.
الأربعاء 14 مايو 2008 - 19:33
