وكر الشيطان

مجنون أنت .. لو فكرت

بأن تغزو وكر الشيطان

فأنت ضعيف ..

لا تحتمل عناق النار

و أنت وحيد ..

دونك بحر ..

و يثور برأسك بركان

و أنت سفيه ..

لا تملك غيث الأسرار ..

ولا الإيمان ..

لا تعلم من أين أتيت

و لا تدري معنى الطوفان

فأنت جبان ..

تخاف خيوط الليل المعتم

و صهيل خيول الحرمان

تعيش أسير وعيد الغرب

و تحيا في ثوب الجرذان

تحمل سيفا من أحزان

تخوض حروبا ضد طواحين الأوهام

و تركب فرسا

أجهضه نزغ الشيطان

لتسقط في قيد السجان

فهل تملك أن تحيا حرا

لتغير لون الأحزان ؟ ..

عل تجرؤ أن تنسى خوفك ؟ ..

و تسافر بين الألوان


# # #


مجنون أنت ..

لو فكرت ..

بأن تغزو وكر الشيطان

فمن إلاك ؟

يفكر في زرع الأشجار

يضيع في الطرقات سنينا

يسبح في لون الأوراق

يغير خارطة الأغصان

ليرسم وطنا للأحرار

و بفني عمرا ..

ينتظر خروج النوار

يعاني آلاف المرات

ليتنسم عطر الأزهار

و ينمو في الأفق خريف

كالطود الشامخ ..

كالتيار ....

يطأطئ هامات الأشجار

يدنس لحن اللون الأخضر في الأوتار

يكسر قافية الأشعار

يبدل وجه الدنيا و يزهو بطعم الغبار

يغدو خوفك كالأسوار

تعيش بداخلها وحدك

رعديد يخشى الأقدار

من إلاك ؟

يحاول دوما في إصرار

أن يحلم بالنوار ويخطو .....

بجنون صوب الأخطار

لا أحد يحس بآلامك

لا أحد يفكر بمصيرك

وحدك تنهزم و تنتصر

وحدك تحترق و تنكسر

و تظل بقايا أحلامك

تنتظر خروج النوار


# # #

مجنون أنت .... لو فكرت

بأن تغزو وكر الشيطان

فما زال بيتك كوخا صغير

و ما زال حلم انتظار الربيع

عمرا قصير

يمر زمان و ليل طويل

و مازلت ترجو انتصار النهار

تموت فراشات الأمنيات بكل القلوب

و تحيا بها ديدان الضلال

فأين المفر؟

و كل ابتسامة فجر تضيع بسيف الضجر

خيوط تنسج أملا وليدا

يلوح بعيدا لكي ينتحر

و يمطر لون السماء عيونا

تفيض دموعا لا تنهمر

فكيف يموت الخريف القبيح

و في الأفق غيم يباركه القدر

و من إلاك ؟

يعاند كل خطايا البشر

و يعشق في الليل ضوء القمر

يلون كل دروب الحياة بلون السفر

أين المفر ؟

و كل كلاب الباب العالي .......

تنبح فخرا حول القصر ؟

أين المفر ؟

وأنت ضعيف ....

لا تحتمل عناق النار

و أنت جبان .......

تخشى بطش كلاب الليل

و تغدو حبيسا بكل الصور

فهل تجرؤ أن تنسى خوفك ؟

لتحطم صنم البهتان

مجنون أنت ....... لو فكرت

بأن تغزو وكر الشيطان