هل حان الوقت لنعي الهاتف الثابت؟!

بعد سنوات طويلة لعبت فيها الشبكات السلكية دور الحامل الأساسي لمسيرة تطور قطاع الاتصالات وشبكات المعلومات الواسعة، ها هي ملامح حقبة جديدة تلوح في الأفق، حيث الموجة الارتدادية للتطور الجارف الذي حققه قطاع الاتصالات العالمي خلال السنوات العشر الماضية من عمر الثورة الرقمية، تتهدد أول ما تتهدد ذلك الحامل في صميم خدماته، ولتتصدر الشبكات اللاسلكية بذلك، قائمة الضحايا التاريخيين لذلك التطور.

الصوت الأكثر وضوحا في هذا الميدان، خرج من فم العملاق التاريخي «AT&T» قبل مدة قصيرة، ولعل الأهمية الكبيرة لهذا الصوت تكمن في كونه أول نعي رسمي للشبكات الهاتفية الثابتة خارج الحجرات الأكاديمية.
النعي الذي خطته الشركة الأميركية صاحبة الامتياز الأول لاختراع الهاتف الثابت على يد «غراهام بيل»، جاء في معرض ردها على رزمة الاستفسارات التي طرحتها مذكرة خاصة لمفوضية الاتصالات الاتحادية الأميركية «FCC» بهدف الوقوف على آليات التحول إلى شبكات الـ«IP».
جملة قصيرة، لكنها حاسمة، قالتها «AT&T» في هذا السياق: حان الوقت لقطع الكيبل.. وأضافت: إن زوال الخطوط الأرضية هي مسألة حتمية، ويبقى السؤال: متى سيحصل ذلك؟
ردود «AT&T» لم تتوقف عند هذا الحد، فقد طالبت مفوضية الاتصالات الاتحادية الأميركية «FCC» بتحديد ذلك الموعد مشيرة إلى أنه «مع كل يوم جديد، يتم تهجير المزيد من خدمات الاتصالات إلى شبكات الحزمة العريضة، ما يجعل الشبكات العامة «PSTN – POTS»، كأنها مخلفات للحقبة الماضية».

وعلى خلفية الملامح العامة لمستقبل الشبكات، علقت «AT&T» بالقول: ليس من الحكمة أن نطالب مزودي الخدمات بالعمل والاحتفاظ بشبكتين مختلفتين، في الوقت الذي تفرض فيه التطورات التكنولوجية وطلبات الزبائن التخلص من إحداهن؟.

مسيرة التحول إلى الـ«VoIP»
تشهد سوق الاتصالات في الولايات المتحدة الأميركية تغيرات عميقة في بنيانها وخدماتها، حيث إن شركات الاتصالات الكبيرة باتت تقدم بشكل أساسي خدمات الـ«VoIP» عبر شبكة الانترنت بالحزمة العريضة إلى شريحة واسعة من المستهلكين مقابل أجور زهيدة قياسا بمزودي خدمات الاتصالات الثابتة.
شركات الاتصالات الثابتة التي ما زالت تتقاضى بدلات على الميزات كمعرفة رقم المتصل، والبريد الصوتي، وغيرها، تواجه المنافسة الشرسة مع شركات الاتصالات الأخرى ومنها «Vonage» و«Veryzoon» و«Com Cast»، وحتى «AT&T» ذاتها، أضحت تقدم خدمات الـ«VoIP» كخدمات ملحقة بخدمات الانترنت بالحزمة العريضة وتلفزيون الكيبل الرقمي.

التحول إلى الخليوي
ترى «AT&T» أن الشبكات اللاسلكية تولد الآن، ما يعني أن الحفاظ على شبكات الهاتف الثابت لن يكون مجديا في ظل التطور الذي يشهده قطاع الهاتف النقال الذي يؤمن للمستخدم عدداً غير محدود من دقائق الاتصال مع جميع الميزات الملحقة «رقم المتصل، تحويل الاتصالات..» مجانا، هذا إضافة إلى ما يؤمنه العديد من مزودي النقال من خدمات التبادل غير المحدود للمعلومات والرسائل القصيرة، وكل ذلك في متناول جيب المستهلك الذي لن يجد في الهاتف الموصول إلى جدار منزله قدرة على تلبية متطلباته المتزايدة.
في لغة الأرقام ثمة ما يسند وجهة النظر هذه، فبين عامي 2006 و2009، شهد قطاع الاتصالات في الولايات المتحدة الأميركية نموا مضاعفا في عدد المستخدمين الذين استغنوا عن خدمات الهاتف الثابت لمصلحة الهواتف الخليوية. كما أن ربع أجهزة الاتصالات الصوتية هناك لم تعد موصولة إلى الشبكة الثابتة مع العلم بأن هذا العدد في ازدياد مطرد.

«Dial Tone»: الميزة الأخيرة
لعل أحد أهم الأسباب التي ما زالت تساعد على الاحتفاظ بشبكات «PSTN- POTS» هي وجود الـ«Dial Tone» الذي يؤمن القدرة على إرسال واستقبال المكالمات خلال حالات الطوارئ والكوارث.
وتبين «AT&T» أن بعض الأعاصير التي ضربت مناطق مختلفة في الولايات المتحدة الأميركية تسببت في انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة ولعدة أسابيع، ما ساهم في توقف خدمات الانترنت بالحزمة العريضة ومن ثم توقف خدمات الاتصال عبر بوتوكول الانترنت «VoIP»، وهذا ما حصل مع مستخدمي شركة «Vonage» الذين توقفت قدرتهم على الاتصال لسببين، الأول توقف تجهيزات الاتصال لديهم بالحزمة العريضة، والثاني توقف الأبراج الخليوية لدى الشركة التي تعمل بالكهرباء.
بعض الشركات المزودة لاتصالات الـ«VoIP» وجدت حلولا لتغذية شبكاتها بالطاقة الكهربائية خلال فترات الانقطاع القصيرة، كما أن شركة «AT&T» تزود عملاءها بمبدلات الحزمة العريضة المتضمنة لوحدات عدم انقطاع التيار الكهربائي لفترات محدودة، لكن ذلك لم يرتق إلى حلول جذرية للمشكلة.
في جانب آخر، ثمة سبب آخر لا يزال يحتفظ لشبكات الاتصالات الثابتة بمبرر وجودها، وهو أرقام خدمات الطوارئ التي ما زالت تعاني من التغطية الضعيفة لخدمات الاتصالات الخليوية في الكثير من الأماكن.
وعلى الرغم من وجود حلول لهذه المشكلة لدى مستخدمي شبكات الانترنت ذات الحزمة العريضة، إلا أن التحدي يكمن في الحصول على هذه الخدمات في الوقت المحدد، ناهيك عن المشاكل التي يمكن أن يؤدي إليها الانقطاع المحتمل للتيار الكهربائي.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن تجاهل هذه المشاكل حين النظر إلى مستقبل شبكات الاتصالات، إلا أن العمل على حلها يسهم في تقريب موعد الاستغناء عن شبكات الاتصالات الثابتة، وبذا سيصبح الطريق معبدا أمام تخلي الشركات العملاقة عن شبكاتها القديمة، لتركز جهودها على شبكات الحزمة العريضة واتصالات «IP» المستقبلية، تمهيدا لتحقيق النقلة الكبرى في تاريخ الاتصالات.

http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=71355

اولا كل سنة واهل مطروح بخير وسعادة ومبارك عليكم العيد السعيد واتمني من الله عز وجل ان يتقبل صيامكم وقيامكم
ثانيا مقال جميل بارك الله فيك
واقول لسيادتكم من حيث اني من العاملين بالهواتف الارضية والسنترالات انة لن يمضي وقت واعتقد ان شاء الله انة سيكون وقت قصير جدا بأذن الله حتي ان يختفي التليفون الثابت
وذلك للحاق بالتقدم المستمر وانشاء كوادر قادرة علي التعامل مع هذا العلم والاجهزة الجديدة
شكرا لك

» أسباب ضياع الوقت
» فتح اكثر من ماسنجر فى نفس الوقت بدون اى برامج وفى خطوتين فقط
» برنامج يقوم بالغاء الوقت المحدد للبرامج ويجعلها ثابتة