القائد محمد صلى الله عليه وسلم

القائد
السلام عليكم

لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم رئيس الدولة ، وهوكرئيس دولة كان يكره الحرب ويجنح للسلم ويؤثر حل مشاكله بالوسائل السياسية إلى مدى بعيد حقنا للدماء وتفرغا لنشر الدعوة وتركيز قواعدها وحتى لا يكون لأعدائه سبيل إلى تشويه دعوته وتنفير الناس منها ، فإذا ما إستنفذ وسائله السياسية لجأ إلى الواسئل العسكرية ، ومن وسائله السياسية أن ظل يطاول أعداءه سنوات طويلة واحتمل هو وأصحابه العذاب فأخرجوا من ديارهم وجردوا من أموالهم وإستعمل مع بعض أصحابه ممن لم تكن لهم عصبية أشنع أنواع التعذيب فاصطبر واصطنع هذا الأسلوب حتى كان بعض أصحابه يضيق صدرًا من بعض مواقفه السياسية التى يستنبطوا أسرارها ولم يقدروا عواقبها كما كان يستنبطها هو ويقدرها .

آثر الرسول ممارسة الوسائل السياسية ولكن قوى الطغيان والشر لم تتجاوب معه وأبت عليها العصبية والغرور الطائش ، وما كان له وقد أمر بتبليغ رسالته إلا أن يركب المركب الصعب وأن يسلك الطريق الشائك طريق الجهاد والقتال فسلك هذا الطريق مكرها . كتب على محمد القتال فصدع به وإحتمل عبئه قائدًا وجنديًا . فكان يرسم الخطط دون أن يستبد فيها برأيه بل كان يناقش أصحابه ويشاورهم ويبرم الأمور بعد إقتناعهم ليعلم كل مقاتل عن اقتناع أنه يقاتل ويدافع عن إيمان فالمشورة في مصالح الأمة وبخاصة في شئون الحرب توحيد للرأي وتكتيل للجهود ، وبهذه السياسة كانت جيوش المسلمين على قلتها تنقض على أعدائها كالصواعق المحرقة والسيول المغرقة تكتسح في طريق ما يعترضها من أعدائها ، كما كان يقوم بشئون التعبئة وتدبير موارد الجيش وتموينه وبث الروح المعنوية في صفوف جنده وإختيار الأوقات المناسبة والمواقع الملائمة كما كان يعلم المقاتلين آداب الحرب وأنها قتال المقاتلين دون المدنيين ودون إسراف أو تمثيل فلا يقتل شيخ ولا طفل ولا امرأة وآداب الانتصار فكان يطلب منهم أن لا يهتكوا الأعراض ولا ينتهبوا الأموال ولا يستبيحوا حرمات المعابد والمقدسات . وأهم ما علمهم كقائد أن الهزيمة في المعركة لا تعنى العزيمة المطلقة .
ولم تعف القيادة محمد صلى الله عليه وسلم من واجب الجندية فقد اشترك في جميع المعارك الإسلامية .

هذه إخواني هي نبذة بسيطة جدًا عن قيادة محمد لعلها توضح مهام القائد الناجح ووجوب الجهاد على المسلمين ولا حاجة فيه إلى بيان ، ومعركتنا اليوم مع إسرائيل معركة في سبيل الله لا لبس فيها ولا إبهام وصورة واضحة من معارك الرسول الأولى فهي معركة في سبيل الدين والعقيدة والوطن معركة مع عدو اعتدى على المسلمين وأخرج منهم جماعة من أوطانهم وديارهم وانتهب أموالهم وشردهم في آفاق الأرض .
فإن الجهاد فرض على كل مسلم عليه أن يخوضه ويتحمل نصيبه منه بروحه وماله وما يستطيع من وسائل القوة والحيلة . وإن لم يكن جهادنا اليوم لإسرائيل بدافع الدين فهو جهاد بدافع الكرامة والغيرة فمن من أمة ترضى لكرامتها أن تحتل أرضها ويشرد أهلها وتستغل خيراتها .

وأخيرًا أقول أننا نتوجه بالتحية الخالصة من القلوب المحبة لمحمد صلى الله عليه وسلم ... المؤمنة برسالتك والسائرة على نهجك المتمسكة بسنتك ، ونحن الأن أمام صفحة من صفحات جهادك الطويل وكفاحك المرير في إعلاء كلمة الله وإقامة العدل بين الناس ، وإقرار المحبة والتراحم والترابط بينهم .
فتزداد قلوبنا محبة لك وتقديرًا لعظمتك وإقرارًا ببطولتك فأنت المثل الأعلى للمجاهدين الصادقين وأنت سيد الأنبياء وخاتم المرسلين وشريعتك خاتمة الشرائع السماوية والتي كتب الله لها الخلود والبقاء إلى يوم الدين .

وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين



السلام عليكم