منتديات مرسى مطروح
هذة الرسالة تفيد بانك غير مشترك
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتديات مرسى مطروح
هذة الرسالة تفيد بانك غير مشترك
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتديات مرسى مطروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مرسى مطروح

أهلا ومرحبا بك يا زائر فى منتديات مرسى مطروح
 
الرئيسيةالقسم العام*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خلق الأمانة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طارق جابر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
طارق جابر


عدد الرسائل : 1634
تاريخ التسجيل : 01/03/2008

خلق الأمانة Empty
مُساهمةموضوع: خلق الأمانة   خلق الأمانة I_icon_minitimeالأحد 31 يناير 2010 - 22:54

حين تستقيم الفطرة و تسلم من اتباع الهوى تتمثل في صاحبها بخلق الامانة ، و في تفسير قوله تعالى : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) الاحزاب .
قال القرطبي رحمه الله : " و الأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال " الفتح القدير 4/308 نقلا عنه ، و قال في تفسير قوله تعالى : '( و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون ) " و الأمانة و العهد يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه و دنياه قولا و فعلا ، و هذا يعم معاشرة الناس ، و المواعيد و غير ذلك ، و غاية ذلك حفظه و القيام به " الجامع لأحكام القرآن 12/73 .
و حين يعم التعامل بالأمانة يؤدي الذي اؤتمن أمانته سواء اؤتمن على قنطار أو دينار ، لأن الله امر بأداء الأمانات إلى أهلها و نهى عن خيانة الله و رسوله و خيانة الأمانات ، و جعل من صفات المفلحين أنهم يرعون عهودهم و أماناتهم و النفوس البشرية بفطرتها تميل إلى الناصح الأمين ، و تثق به .
من أغلى ما يرزقه الله العبد و لا يحزن بعده على أي عرض من الدنيا ما جاء في الحديث : " اربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : صدق الحديث و حفظ الامانة و حسن الخلق و عفة المطعم " صحيح الجامع .
قال المناوي رحمه الله : " ( اربع) من الخصال ( إذا كن فيك فلا عليك ما فتاك من الدنيا ) اي : لا بأس عليك وقت فوت الدنيا إن حصلت هذه الخصال .. ( و حفظ الأمانة) بأن يحفظ جوارحه و ما اؤتمن عليه فإن الكذوب و الخائن لا قدر لهما عند الله .. و أطلق الأمانة لتشيع في جنسها فيراعي أمانة الله في التكاليف و أمانة الخلق في الحفظ و الأداء" فيض القدير 1/461.
و الأمانة صفة مميزة لأصحاب الرسالات فقد كان كل منهم يقول لقومه : " إني لكم رسول أمين".
و كأن تلك شهادة أعدائهم فيهم ، كما جاء في حوار أبي سفيان و هرقل حيث قال هرقل : " سالت ماذا يأمركم ؟ فزعمت أنه يأمر بالصلاة و الصدق و العفاف و الوفاء بالعهد و أداء الأمانة ، قال : و هذه صفة نبي " البخاري .
و لئن كانت هذه صفة أصحاب الدعوات فإن أتباعهم كذلك متميزون ، و لذلك اقترن تعريف المؤمن بسلوكه المميز حيث قال عليه الصلاة و السلام : " و المؤمن من امنه الناس على دمائهم و أموالهم " صحيح سنن الترمذي .
و إذا تمكنت صفة الأمانة من صاحبها تعامل بها مع القريب و البعيد و المسلم و الكافر يقول ابن حجر رحمه الله : " الغدر حرام باتفاق ، سواء كان في حق المسلم أو الذمي " الفتح . و كذلك حال المؤمن حتى مع من عرف بالخيانة ،و اشتهر بالغدر كما في الحديث : " اد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك " صحيح سنن أبي داوود . و ذلك لأن خطورة السقوط في الخيانة و فساد الفطرة بنقض العهد أشد من مجرد مقابلة الخائن بمثل فعله ، و لأن السقوط مرة قد تستمرؤه النفس و تواصل في منحذر الخيانة .
و لا يكفي عديم الأمانة ما يلقاه في الدنيا من مهانة و صغار ، و إنما يجدها متمثلة له يوم القيامة عند الصراط لتهوي به من فوق الصراط الى قعر جهنم لقاء ما ضيع منها فيها ، كما في الحديث : " و ترسل الأمانة و الرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا و شمالا .. " صحيح مسلم .
قال السيوطي رحمه الله في شرحه على مسلم 1/ 266 " قال النووي : "يصوران شخصين على الصفة التي يريدها الله فتقومان ".
و هنيئا لمن قام بحق الأمانة فجرى على الصراط غير هياب و لا وجل ، و الحسرة و الندامة -حيث لا تنفع حسرة و لا ندامة - على من تساهل فخان ، و سقط فغدر لشهوة عارضة او لحقد اعمى .
و من الصور العملية للأمانة : ان تنصح من استشارك و ان تصدق من وثق برأيك فقد جاء في الحديث : " المستشار مؤتمن " صحيح الجامع ، " .. و من أشار على أخيه بأمر يعلم ان الرشد في غيره فقد خانه " صحيح الجامع ، و ماذا يكون قد بقي فيه من الخير من أشار على أخيه بما لا ينفعه بل ربما بما يضره ؟
و من اخطر الأمانات شأنا حفظ أسرار الناس و ستر عوراتهم و كتمان احاديث مجالسهم فقد ورد في الحديث : " المجالس بالأمانة " صحيح الجامع ، و إن لم يوص المتحدث بكتمان حديثه الخاص إليك لم يكن لك ان تشيعه إلا بإذنه و علمه لقوله عليه الصلاة و السلام : " إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة " صحيح الجامع .
و من الأمانة في العمل إتقانه و كتمان اسراره ، لذلك ترجم البخاري في كتاب الأحكام : " باب : يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا " مشيرا بذلك إلى قول أبي بكر لزيد بن ثابت رضي الله عنهما حين أراد أن يستعمله : " إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك " البخاري .
و من مخاطر الأزمان المتأخرة اضطراب الموازين و فساد القيم إلى الدرجة التي وصفها النبي عليه الصلاة و السلام بقوله :" سيأتي على الناس سنوات خداعات ،يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ،و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون فيها الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة في أمر العامة ، قيل و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه " صحيح سنن ابن ماجة .
و قد خشي النبي عليه الصلاة و السلام من انتشار الخيانة بعد قرون الخير فقال : " .. إن بعدكم قوما يخونون و لا يؤتمنون .." البخاري .
و منذ ذللك الحين استمر مسلسل السقوط إلى أن أصبحنا نرى الأمر يوسد إلى غير أهله ، و يؤتمن الخائن و يخون الأمين ، و يغدو الأمناء حقا ندرة مع هذه الندرة يستبعدون و يولى غيرهم و يكون ذلك سببا في تضييع الأمانات و هو من علامات الساعة ، قال عليه الصلاة و السلام : " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال أبو هريرة : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " البخاري .
و في الفنح : قال ابن بطال معنى أسند الأمر إلى غير أهله :" أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده ، و فرض لهم النصيحة لهم ، فينبغي لهم تولية أهل الدين ، فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله تعالى إياها " .
و من اللمحات الفقهية لتبويب البخاري أنه استشهد بحديث : " فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " في كتاب العلم ، و يعلل ابن حجر إيراده في كتاب العلم فيقول : " و مناسبة هذا المتن لكتاب العلم ان إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل و رفع العلم و ذلك من جملة الأشراط " .
و الوفاء بحقوق الأمانة من صفات المؤمنين ، و الإخلال بشيئ منها خصلة من النفاق و لذلك جاء في صفات المنافق أنه : " إذا اؤتمن خان " ، و قال عليه الصلاة و السلام : " لا إيمان لمن لا أمانة له ، و لا دين لمن لا عهد له " صحيح الجامع .
فصاحب خلق الأمانة حريص على أداء واجبه بعيد عن الغدر و المكر و الخيانة ، حافظ للعهود ، واف بالوعود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خلق الأمانة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفرق بين رفض السماوات والأرض حمل الأمانة و رفض إبليس السجود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مرسى مطروح  :: المنتدى الاسلامى :: الاحاديث النبويه-
انتقل الى: